آمل منك يا أخي ان لا تنسى هذا الأصل وتضعه أمامم عينيك لأنه كثر في زماننا من يرده ويبنى عليه فتاواه ثم يقول ليس في المسألة حديث قطعي أو لم يثبت فيها حديث؟! وهو يقصد بناءا على مذهبه الباطل في رده حديث الآحاد
تعريف خبر الواحد أو حديث الآحاد:
تعريف خبر الواحد أو حديث الآحاد:
هو الحديث الذي لم يبلغ عدد رواته عدد التواتر، والتواتر هو العدد الكبير وبعضهم يشترط عشرين وبعضهم أقل بقليل أو أكثر لكي يقبل الحديث ويعمل به وإلا رده لأنه لم يبلغ حد التواتر.
قليل من الشرح:
فالصحابة لو جاءهم صحابي أو إثنان أو أكثر وأخبروهم بحديث أنهم سمعوه من النبي قبلوا منه ذلك الحديث وعملوا به أو جاءهم من التابعين واحد أو أكثر بقليل وأخبروهم بأحاديث سمعوها من غيرهم من الصحابة قبلوا تلك الأحاديث منهم وعملوا بها
أما أهل البدع والأهواء -أهل الكلام- لا يقبلونه
يعني لو لدينا حديث في صحيح البخاري وفوق ذلك أجمعت الأمة عليه لكن كان من سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام من الصحابة مثلا ثلاثة أو أقل أو أكثر بقليل مثلا ليس لديهم مشكلة في رده إذا لم يوافق أهواءهم .
وقل مثل ذلك لو كان الحديث جاء عن عشرين من الصحابة رضي الله عنهم لكن من روى هذه العشرين من التابعين عدده مثلا ثلاثة فأيضا لا يقبلونه إذا لم يوافق أهواءهم وقل مثل هذا في كل طبقة.
خطورة رد هذا الأصل:
أن أغلب ما ثبت في الدين عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن الصحابة هو من هذا الباب فقد قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي (ت٥٤٣هـ):
(( أصول رده للحديث يكون على ثلاثة أقسام :
الأول : أن يرده متعمدا إستهانته فهو كافر.
الثاني: أن يرده لأنه خبر آحاد فهو مبتدع أو كافر .. فإن من أنكر خبر الواحد فقد رد الشريعة كلها ولم يعلم مقصدها ولا اطلع على بابها الذي يدخل منه إليها) (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي طبعة دار الكتب العلمية"١٣١/١٠")
ولهذا نجد الأئمة في كل عصر يفردون هذا الموضوع بمصنفات خاصة أو أبوابا في كتبهم كما فعل الإمام البخاري فقد أفرد له كتابا في آخر صحيحه
وإذا تيسر لي نقلت لكم أسماء الكتب المؤلفة في هذا الباب قديما وحديثا.
بعض الطرق في رد أخبار الآحاد:
بعضهم لا يقول لك أنا لا أقبل أحاديث الآحاد ولكنه يقول إنه يفيد فقط الاستحباب أو الكراهة ونهاية هذا القول إسقاط التكليف ناهيك أنه قول محدث مبتدع مسبوق بالإجماع
وهذا قول متناقض فإنه يثبت الحديث عن رسولنا الكريم ثم لا يلتزم بما أثبته وهذا مخالف لصريح القرآن قال تعالى : (فاليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) فالله يحذر كل من ثبت عنده أمر رسوله أن يخالفه فإما أن تقول أنه حديث ثابت فيجب أن تحذر مخالفته أو تقول ليس بثابت فلا تنطبق عليك الآية حينها، وكفى بهذا الكلام حجة لمن أراد الحق نسأل الله التوفيق والهدى والسداد والرشاد.
والآن ننقل لكم كلام أئمة الإسلام في أمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام القائل: " لا تجتمع أمتي على ضلاله"
تنبيه مهم جداً :
هناك من أهل البدع من اهتم بدراسة مذهب من مذاهب أهل السنة الأربعة في الفقه وألف كتبا في ذلك فهو ينسب إلى المذهب لأنه تفقه عليه ولا يعني أنه من أهل السنة أو يمكن أن يكون من أهل السنة لكنه لبعد عهده بالنبوة وللبيئة التي نشأ فيها تأثر ببعض أقوال أهل البدع فيكون محجوجا بالإجماع الذي انعقد قبل أن يولد أصلا.
فلا تغتر بذلك وهذا ننبه عليه في كل أصل ينقله الأئمة عن الصحابة وأجمعت عليه الأمة فتنبه يا رعاك الله ولا تغتر بنسبته لمذاهب أهل السنة الأربعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق